ما حكم الشرع فى من يعالج الناس باستخدام الجن ولا يعالج بالقر

س : ما حكم الشرع في إنسان ملتح يعالج الناس باستخدام الجن ولا يعالج بالقرآن الكريم ويفرض علي من يعالجه أن يدفع مبلغ ثلاثين جنيها قبل العلاج وأنه لا يعالج الناس ومعظم الذين يعالجهم لم يشفوا فما قولكم فى ذلك ؟

ج : أولا كلمه ملتح لا محل لها من الإعراب . مع تقديرنا لعلماء اللغة العربية لماذا !؟
لأنه في عصر النبوة لم يكن هناك أحد من الصحابة بدون لحية مطلقا وكان يؤتي بالمخالف فيعاقب لكن لا نفهم اللحية علي أنها عصمة كعصمة الأنبياء ، اللحية علامة استقامة لكنها ليست عصمة نبوه ، بمعني أن الواحد لما يكون ملتحي يصبح معصوما !! لا الملتحي ليس معصوما . العصمة للأنبياء والرسل فقط لكنها علامة استقامة (علامة ظاهرة) ولكن لا نقول مع القائلين بأن اللحية تؤخر إلى أن يكتمل علم الإنسان لأنها جزء من العبادات التي أمر المسلم بها فهو يفعلها كما يقصر في بعض العبادات الأخرى وقد يلتحي وهو جاهل وقد يلتحي وهو عالم فلا تمنعه لحيته من الوقوع في مخالفة مبنية علي جهل أو ظن منه علي أن هذا يجوز . فأقصد أن وصفه باللحية لا محل له من الإعراب ، أما استخدام الجن فهو مسألة تحتاج إلى الإشارة إلى حقيقتين .
الحقيقة الأولي : أن سليمان عليه السلام قال { ربي اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب } [ص:35] فكان من هذا الملك الذي لا ينبغي لأحد من بعده أن سخر الله له الجن والشياطين لا يسخرون لأحد بعد سليمان أبدا ، فيكون الحاصل أن الجن هو الذي يستخدم الإنس ويسخره ؛ الحكاية معكوسة وإن كانت في الظاهر الحال الناس تقول فلان يسخر الجن فلان يستقدم الجن فلان يحضر الجن هذا غير صحيح هذا خطأ لكن الحقيقة أن الجن هو الذي يسخر الإنس أحيانا ، ودعوي أنه يتعاون مع الجن ويستخدمه في العلاج دعوى باطلة بل هي ضرب من ضروب السحر وقد صدر في ذلك فتاوى كثيرة لعلماء معاصرين وغير معاصرين وهي تدل دلالة قاطعه علي أنه لا يجوز للمسلم أن يستخدم الجن أو أن يتعاون معهم لأنه لم يؤذن له بشيء من ذلك ولأن التعاون مع الأصل في استخدام الجن لا يختلف كثيرا عن اللجوء إلى المسلمين لأن الله عز وجل عندما قال { وتعاونوا علي البر والتقوى } [المائدة:2] كان يخاطب الإنس استقلالا لكن لم يؤذن لنا في شريعتنا أن نتعاون مع الجن وأن نقيم معهم علاقات أو أن نتزوج منهم أو بأي صوره من الصور، وهذه الصورة غير مأذون بشيء منها في الشريعة فضلا عن أن هذا التعاون يفتح بابا من أبواب الشر لأن التعاون نوع أو قسم من أقسام الاستعاذة المنصوص عليها في سورة الجن في قوله تعالي { أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال } [الجن:6] أي يلجأون إلى رجال من الجن { فزادوهم رهقا } فيستوي أن يكون هذا اللجوء بالتعاون أو بالاستعاذة أو بالسحر أو بغير ذلك من الصور المختلفة وكلها داخله في هذا النص الذي يدل دلالة قاطعه علي أنه لا يجوز أن نتعاون مع الجن ولا أن نستخدمهم أو أن نستقدم بواستطهم .. والله أعلم

* كانت فى الأصل فتوى صوتية للشيخ - رحمه الله - وتم تفريغها بشئ من التصرف .

تــسلم بو صلوح على مواضعيك المفيدة وابدعاتك المستمرة

يعطيك العافية