ملثمون يشعلون النار بمزرعة بن عطية الله
30 ملثما اقتحموا مزرعة الشيخ عبدالعزيز بن عطية الله في منتصف الليل
أحرقوا مجلسه ومكتبته وثلاث سيارات وعربة تجرها الخيول
أقدم عدد من الملثمين على اقتحام مزرعة الشيخ عبدالعزيز بن عطية الله بكرزكان، وأشعلوا النار في المجلس والمكتبة وثلاث سيارات وعربة تجرها الخيول، وفشلت محاولة إحراق سكن العمال الآسيويين بالمزرعة بسبب ارتفاع ألسنة اللهب في السيارات المحترقة، ونجا العمال من الموت بعد أن قفزوا من شرفة السكن، وأسرعوا ليطفئوا النيران التي أضرمت في اسطبل الخيول. قدر عدد الملثمين الذين قاموا به بثلاثين 30 شخصا، اقتحموا البوابة الرئيسية للمزرعة في حوالي الساعة الثانية عشرة لأمضوا بالمزرعة أكثر من نصف ساعة وتوغلوا فيها لمسافة تزيد على مائة متر، وبدا من معاينة المكان أنهم كانوا يختارون أهدافهم بدقة، وأنهم كانوا على علم بموقع كل شيء، وأنهم أيضا كانوا يتحركون بهدوء واطمئنان. وقد بدأت الشرطة تحرياتها لكشف غموض الحادث، من أجل التوصل إلى مرتكبيه كما بدأت نيابة المحافظة الشمالية تحقيقاتها وسؤال عمال المزرعة.
قفز العمال من الشرفة فنجوا من الموت ونجت الخيول من انتشار النيران
سيناريو الحادث منذ حوالي ستة أعوام وهذه المزرعة - كما يقول الشيخ عبدالعزيز بن عطية الله - هدف للهجوم في مناسبات متفرقة، كلما كانت هناك مسيرة كبيرة تتصدى لها الشرطة، أو مناسبة يتخللها تحرك أو تظاهر كبير، كلما كان هناك هجوم في الليل على المزرعة، ولكن طوال السنوات الطويلة كان الأمر يقتصر على إلقاء زجاجات المولوتوف على المزرعة أو على سكن العمال، وكان مما يساعد على سهولة الهجوم، أن سكن العمال يقع على بعد سنتيمترات قليلة من السور الأيسر للمزرعة، وهذا السور يطل مباشرة على شارع مرصوف مفتوح للمارة والسيارات، وهو سور لايزيد ارتفاعه على مترين، وبالتالي فإلقاء عبوة مولوتوف لايحتاج إلى جهد كبير. يقول الشيخ عبدالعزيز: منذ عام 2002 كان كلما حدثت مسيرة أو تحرك تتصدى له الشرطة، أتصل بالعمال في المزرعة وأطلب منهم أن يحافظوا على سلامتهم، لأن هناك «زيارة لهم الليلة« وبالفعل يهجم البعض بزجاجة مولوتوف أو أكثر، وذات مرة كان الهجوم بسلندر غاز. ويضيف: لكن هذه المرة الأمر يختلف، وهو ينطوي على تصعيد، فقد جاءوا من الباب، وكسروه، ودخلوا إلى المجلس وأشعلوا النار فيه فأتوا على كل مقعد أو صوفة كانت به، ثم أحرقوا المطبخ وبعدها أحرقوا المكتبة. ويتقدم الشيخ عبدالعزيز صوب الداخل ليشرح خطوات الملثمين، وكأنه يرسم سيناريو للاعتداء فيقول: بعد ذلك توجهوا إلى مكان به سيارة بيك اب فأحرقوها بالكامل، ثم تقدموا صوب الداخل وكانت هناك مظلة مبنية من الخشب والاسبستوسو، ويوجد تحتها سيارة بيك اب وأخرى سيارة بونتياك موديل 1961 كنا نحتفظ بها كتحفة فنية، وعربة تجرها الخيل فقاموا بإضرام النار فيها جميعا، فالتهمت النار كل شيء، وبعدها حاولوا الصعود إلى سكن العمال الملاصق لهذه المظلة، لكن ألسنة النار تصاعدت من السيارتين اللتين كانتا مملوءتين بالبترول، وحالت تلك الألسنة دون ان يتمكنوا من الوصول للسكن. وقد أصيب العمال المساكين بالذعر فاضطر معظمهم للقفز من شرفة الطابق الأول للسكن على الأرض حتى ينجوا من الموت، وفي تلك اللحظة توجه الملثمون ليشعلوا النار في البوابة المؤدية إلى اسطبل الخيل لحرقه، اعتقادا منهم بأن النار ستنتشر بسرعة لأن المظلة ومكونات الاسطبل من مواد سريعة لاشتعال، لكن العمال انتهزوا بداية انصرافهم وقاموا بإطفاء هذه النيران فحموا الخيل من الموت. خسائر كبيرة * سألت الشيخ عبدالعزيز: وكيف علمت بالحادث؟ فقال: - أحد العمال اتصل بشقيقه في حوالي الساعة الثانية عشرة وعشر دقائق، أي أثناء وجود الملثمين في المزرعة، وقام شقيقه بالاتصال بي على الفور، فقمت بدوري بالاتصال بغرفة العمليات الرئيسية فتحركت قوات الدفاع المدني وقامت بالتعامل مع النيران. * وماذا عن قيمة الخسائر؟ - أنا لا أحب الحديث عن قيمة الخسائر لأني لا أستجدي أحدا، والمال مستخلف لكنني احمد الله على أن أحدا من عمالي لم يلق حتفه أو يصب في هذا الاعتداء، فالروح أهم من كل مال. * هل تعتقد أن الخسائر تزيد على 20و 30 ألفا مثلا؟ - بل أكثر من ذلك بكثير، فالسيارة البونتياك القديمة على سبيل المثال لاتقدر بثمن ولو كان هناك من طلب شراءها بأربعين ألفا لما قبلنا، هذا غير المجلس والسيارات والكتب. * وكيف ترى هذا الحادث؟ - ما لاحظته منذ لحظة وصولي إلى المزرعة هو أن الجناة كانوا يتصرفون بهدوء واطمئنان، وهذا واضح من طريقة ارتكابهم لجريمتهم فقد اقتحموا الباب، ودخلوا المجلس ثم توجهوا للسيارة الأولى وساروا عدة أمتار لموقف السيارتين الثانية والثالثة، أي أنهم اختاروا الهدف واختاروا التوقيت والكيفية التي يرتكبون بها جريمتهم، وتوغلوا أكثر من مائة متر، وظلوا أكثر من نصف ساعة داخل المزرعة، ومن يفعل هذا ليس مجرما عاديا فالمجرم العادي يريد تنفيذ هدفه بأسرع ما يمكن ثم الهروب، لكن هذا لم يحدث في مثل هذا الاعتداء. * وهل هناك كلمة أخيرة تود أن تقولها؟ - نعم.. أتوجه بالشكر والتقدير لرجال الأمن والمسئولين على الاستجابة والحضور لإطفاء النيران واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة في مثل هذه الحالات. معاينات وتحقيقات بعد دقائق من الحادث وطوال يوم أمس كانت الشرطة تجري تحرياتها للوصول إلى مرتكبي مثل هذا الاعتداء، وقام رجال الأدلة الجنائية والمختبر الجنائي، برفع كافة الآثار التي خلفها مرتكبو الحادث. كما انتقلت نيابة المحافظة الشمالية إلى المزرعة وقامت بمعاينة المكان، واستمعت إلى أقوال عدد من العمال الآسيويين الذين كانوا متواجدين في المرزعة وقت وقوع الاعتداء عليها.
الجمعة مارس 07, 2008 10:09 pm
