كم ذنب يرتكبه المدخن أثناء تدخينه؟
الذنب الأول: التدخين يؤدي إلى جلطة في الدماغ أو جلطة في القلب أو قد يؤدي إلى مرض السرطان وأحيانا قد يؤدي التدخين إلى الوفاة فيعتبر الشخص منتحر، وينطبق عليه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا) رواه البخاري ومسلم. وتنطبق عليه الآية الكريمة في قوله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29)} سورة النساء.
الذنب الثاني: المدخن يؤدي بنفسه إلى التهلكة وينطبق عليه قول الله تعالى في الآية الكريمة: {وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)} سورة البقرة.
الذنب الثالث: النيكوتين مادة مفترة وينطبق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: عن أم سلمة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن كل مسكر ومفتر، رواه الإمام أحمد وأبو داوود. والرسول صلى الله عليه وسلم قارن المسكر والمفتر في حديث واحد وذلك يدل على أن حكمهما واحد.
الذنب الرابع: التدخين يضايق المسلمين بالروائح الكريهة فينطبق عليه قول الله تعالى في الآية الكريمة: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (58)} سورة الأحزاب.
الذنب الخامس: المدخن ظالم لزوجته وأبنائه، لأن المدخن يكون ضارا بزوجته وأبنائه. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (لا ضرر ولا ضرار، ومن ضار ضره الله، ومن شاق شق الله عليه) رواه الحاكم في المستدرك على شرط مسلم. وإذا تكرر الضرر يزيد فيرتفع إلى الظلم فينطبق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أراضين) متفق عليه.
الذنب السادس: المدخن يكون مهدرا لأمانة الصحة والأبناء والقدوة الحسنة، فينطبق قول الله تعالى: { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} سورة النساء آية 58. وينطبق أيضا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة) رواه مسلم.
الذنب السابع: المدخن يكون متعاون على المنكر مع البائع والمصنع فينطبق عليه قول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)} سورة المائدة.
الذنب الثامن: المدخن يعتبر مبذر للأموال ومضيع للوقت خاصة شرب الشيشة، فينطبق علهم قول الله تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27)} سورة الاسراء. وينطبق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة) رواه البخاري. وينطبق أيضا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه) رواه البزار والطبراني بإسناد صحيح.
الذنب التاسع: المدخن يرتكب ذنب عظيم ولا يعلم أنه عظيم، وهو المجاهرة بالمعصية. فالمدخن يجاهر بالذنب وينطبق على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين) متفق عليه.
الذنب العاشر: إن التدخين أعظم حرمة من الخمر وذلك لأنه لا منفعة فيها أصلا، وفيها مضارة كثيرة، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى أن في الخمر منافع للناس في قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} سورة البقرة آية 219. ولم نعلم أن في الدخان منفعة واحدة.
مقتبس من محاضرة "طعنة سيجارة" للدكتور/ خالد الجبير